الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **
س أبو البشير، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو موسى مختصراً. ب د ع أبو بصرة الغفاري اختلف في اسمه فقيل: حُميل، بضم الحاء. وقيل: جميل. وقيل غير ذلك، وقد تقدم ذكره. وهو حميل بن بصرة بن وقاص بن حبيب بن غفار. لقبه أبو هريرة وروى عنه. أخبرنا المنصور بن أبي الحسن الطبري بإسناده عن أبي يعلى: حدثنا عمرو الناقد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثني أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن جبير بن نعيم الحضرمي، عن عبد الله بن هبيرة السبائي- وكان ثقة- عن أبي تميم الجيشاني عن أبي بصرة الغفاري قال : صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر، فلما قضى صلاته- وقال يعقوب مرة أخرى: فلما انصرف من صلاته- قاله: "إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فتوانوا فيها وتركوها، فمن صلاها منكم ضوعفت له أجرها ضعفين، ولا صلاة بعدها حتى يُرى الشاهد، والشاهد: النجم". وقد تقدم ذكره في مواضعه من أسمائه، وكان يسكن الحجاز ثم تحول إلى مصر، ويقال: إن عزة التي يشبب بها كثير عزة هي بنت ابنه، ومن قال ذلك جعل "وقاص بن حاجب بن غفار" ليصح قول كثير في شعره: الحاجبية. أخرجه أبو نعيم، وأبو عمرو، وأبو موسى. قلت: قول من قال: "إنه جد عزة"، عندي غير صحيح لأن نسبها المشهور وليس لأبي بصرة فيه ذكر، والله أعلم. ب أبو بصير، واسمه عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد بن عبد الله بن سلمة بن عبد الله بن غيرة بن عوف بن ثقيف، قاله أبو معشر. وقال ابن إسحاق: اسمه عتبة بن أسيد بن جارية. وقيل عبيد بن أسيد بن جارية، وهو حليف بني زهرة. قال الطبري: أم أبي بصيرة سالمة بنت عبد بن يزيد بن هاشم بن المطلب. وهو الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية. أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن المسور: ومروان قالا: فلما أمن الناس وتفوضلوا لم يكلم أحد في الإسلام إلا دخل فيه، فلقد دخل في تلك السنتين أكثر مما كان دخل فيه قبل ذلك، وكان صلح الحديبية فتحاً عظيماً، ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واطمأن بها، أقبل إليه أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي، حليف بني زهرة، فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخنس بن شريق الثقفي، ولأزهر بن عبد عوف، وبعثا بكتابهما مع مولى لهما ورجل من بني عامر بن لؤي، استأجره ليرد عليهم صاحبهم أبا بصير، فقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفعا إليه كتابهما، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بصير فقال له: "يا أبا بصير، إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد عملت، وإنا لا نغدر، فالحق بقومك". فقال يا رسول الله، تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني?! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اصبر يا أبا بصير واحتسب، فإن الله جاعلاً لك ولمن معك من المستضعفين من المؤمنين فرجاً ومخرجاً". قال: فخرج أبو بصير وخرجا حتى إذا كانوا بذي الحليفة، جلسوا إلى سور جدار فقال أبو بصير للعامري: أصارم سيفك? قال: نعم. قال: أنظر إليه? قال: إن شئت فاستله. فضرب به عنقه، وخرج المولى يشتد وطلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد، فلما رآه قال: هذا رجل قد رأى فزعاً. فلما انتهى إليه قال: قتل صاحبكم صاحبي. فما برح حتى طلع أبو بصير متوشح السيف، فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله وفت ذمتك، وقد امتنعت بنفسي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل أمه! محش حرب، لو كان معه رجال"!. فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص، وكان طريق أهل مكة إلى الشام، فسمع به من كان بمكة من المسلمين، فلحقوا به حتى كان في عصبة من المسلمين قريب من ستين أو سبعين، وكانوا لا يظفرون برجل من قريش إلا قتلوه، ولم يمر بهم عير إلا اقتطعوها، حتى كتبت فيهم قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم لما آواهم، فلا حاجة لنا بهم، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموا عليه المدينة. وقيل إن أبا جندل بن سهيل بن عمرو كان ممن لحق بأبي بصير، وكان عنده. فلما أرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أمرهم كتب إلى أبي بصير وأبي جندل ليقدما عليه فيمن معهما فقرأ أبو جندل كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بصير مريض، فمات، فدفنه أبو جندل وصلى عليه، وبنى على قبره مسجداً. أخرجه أبو عمر. ب أبو بصيرة. قال أبو عمر: ذكر سيف بن عمر أن أبا بصيرة الأنصاري شهد قتال اليمامة، وذكر به هناك خبراً. أخرجه أبو عمر. س أبو بكر. ذكره الحافظ أبو مسعود في الصحابة. وروى عن الحجاج بن المنهال، عن حماد، عن علي- عن ? أبي العالية، عن أبي بكر بن حفص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبد الله بن رواحة يعوده، فقال القوم: يا رسول الله، ما ظنناه يموت حتى يقتل في سبيل الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تدرون من شهداء أمتي?" فسكت القوم، فقال عبد الله بن رواحة: أجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقالوا: من عقر جواده وأريق دمه. فقال: "إن شهداء أمتي إذاً لقليل، المقتول شهيد، والغريق شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد، والنفساء شهيدة". روى هذا الحديث شعبة، عن أبي مصبح أو ابن مصبح، عن عبادة بن الصامت. أخرجه أبو موسى، وقال: أبو بكر هذا أظنه ابن حفص بن عمرو بن سعد بن أبي وقاص. ب أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، واسمه: عبد الله بن عثمان. وقد تقدم ذكره ونسبه ومناقبه في ترجمة اسمه، وقد ذكرنا هناك الاختلاف في اسمه. وأمه سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب، وهي ابنة عم أبيه. روى حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: "من أكبر، أنا أو أنت"? قال: أنت أكبر، وأكرم مني، وأنا أسن منك. وهذا لا يعرف إلا بهذا الإسناد، والذي عليه أهل العلم أن سن أبي بكر يكمل مع مدة خلافته بقدار سن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو عمر.
أبو بكرة، واسمه: نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي، واسم ثقيف قسي. وقيل: هو ابن مسروح، مولى الحارث بن كلدة أيضاً، وهو أخو زياد بن أبيه لأمه. وهو ممن نزل يوم الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف في "بكرة" فأسلم، وكني أبا بكرة وأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو معدود في مواليه، وكان أبو بكرة يقول: أنا من إخوانكم في الدين، وأنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أبى الناس إلا أن بنسبوني، فأنا نفيع بن مسروح. ولكن أبو بكرة من فضلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصالحيهم، وهو الذي شهد على المغيرة بن شعبة فبت الشهادة، وجلده عمر حد القذف، وأبطل شهادته. ثم قال له: تب لتقبل شهادتك. فقال: إنما أتوب لتقبل شهادتي?! قال: نعم. قال: لا جرم، لا أشهد بين اثنين أبداً وإنما جلده لأنه هو واثنان معه فبتوا الشهادة، وكان الرابع زياداً فقال: رأيت استأنبو، ونفساً يعلو، وساقين كأنهما أذنا حمار، ولا أعلم ما وراء ذلك. فجلد عمر الثلاثة، وتاب منهم اثنان فقبل شهادتهما. وكان أبو بكرة كثير العبادة حتى مات، وكان أولاده أشرافاً في البصرة، بكثرة المال والعلم والولايات. أخبرنا الخطيب عبد الله بن أحمد بن محمد، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد، أخبرنا الحسن بن شاذان، أخبرنا عثمان بن أحمد السماك، أخبرنا حنبل بن إسحاق، أخبرنا الخليل بن عمر بن إبراهيم العبدي، حدثنا أبي، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى المسلمان، فقتل أحدهما صاحبه، فالقاتل والمقتول في النار". قلت: يا أبة، هذا القاتل فكيف المقتول? فقال: سألت قتادة عما سألني فقال: كل واحد منهما يريد قتل صاحبه. كذا روى هذا الحديث عمر بن إبراهيم فقال: "عن الحسن، عن أبي بكرة" ولم يسمعه الحسن منه، إنما سمعه من الأحنف عن أبي بكرة وتوفي أبو بكرة بالبصرة سنة إحدى، وقيل: اثنتين وخمسين. وأوصى أن يصلي عليه أبو برزة الأسلمي. قال الحسن: لم ينزل البصرة من الصحابة، ممن سكنها، أفضل من عمران بن حصين، وأبي بكرة. أخرجه أبو عمر. د ع س أبو بهيسة الفزاري. روت عنه ابنته بهيسة: أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأدخل يده في قميصه فمس الخاتم، ثم قال: يا رسول الله، ما الشيء الذي لا يحل منعه قال: "الماء والملح". أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأخرجه أبو موسى أيضاُ وقال: أخرجوه في من لا يعرف من الصحابة. وقد أخرجه ابن منده في الكنى، فما للاستدراك عليه سبيل. س أبو بهية. روت عنه ابنته بهية أنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل? قال: "إسباغ الوضوء، والصلاة لوقتها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن استطعت أن تلقى الله- عز وجل- ولسانك رطب من ذكره، فافعل". أخرجه أبو موسى وقال: ذكر الحافظ أبو عبد الله: البكري، قدمت مع أبيها. وذكره أبو عبد الله: "البكري" في "المعرفة" أيضاً، ولم يسند عنه. د ع أبو تحيى الأنصاري، له ذكر في حديث سمرة. روى ثعلبة بن عباد قال: سمعت سمرة بن جندب يخطب فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقوا الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً، آخرهم الدجال الأعور، وهو ممسوح العين اليسرى، كأنها عين أبي تحيى". شيخ بينه وبين حجرة عائشة. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. س أبو تمام الثقفي. أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا سليمان بن أحمد- يعني في المعجم الأوسط- حدثنا أحمد بن خليد، أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، أخبرنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن أبي بكر بن حفص، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه: أن رجلاً من ثقيف يكنى أبا تمام أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم راوية خمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها حرمت يا أبا تمام?" فقال: يا رسول الله، استنفق ثمنها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الذي حرم شربها حرم ثمنها". أخرجه أبو موسى. أبو تميم الجيشاني. روى ابن لهيعة، عن أبي هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني، قال: تعلمت القرآن من معاذ بن جبل حين قدم اليمن. ذكره الدولابي في الكنى من الصحابة. ب د ع أبو تميمة الهجيمي. نسبه أبو نعيم كذا، وأما ابن منده وأبو عمر فقالا: أبو تميمة ولم ينسباه. قيل: اسمه طريف. روى عنه أبو إسحاق سبيعي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إلام تدعو? قال: "أدعو إلى الله الذي إن أصابك ضر فدعوته كشف عنك، وإن أجدبت أرضك فدعوته أنبت لك، وإن ضلت لك ضالة في فلاة فدعوته رد عليك". أخرجه الثلاثة. قال أبو عمر: لا يعرف في الصحابة أبو تميمة، وروى أبو عمر بإسناده عن بكر بن عبد الله المزني قال: قالوا لأبي تميمة: كيف أنت يا أبا تميمة? قال: بين نعمتين: ذنب مستور، وثناء من الناس. قال: وهذا أبو تميمة هو طريف بن مجالد الهجيمي، وهو تابعي بصري، يروي عن أبي هريرة وغيره. قال: وذكره بعض من ألف في الصحابة وغلط. وروى أبو نعيم بإسناده عن الحسن قال: سمعت يا أبا تميم، وكان ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: أبو أحمد العسكري: أبو تميمة الهجيمي، تابعي لم يلحق. وقد روى آخر يقال له أبو تميمة عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو إسحاق السبيعي أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إلام تدعو? وذكر الحديث. فقد جعل أبو أحمد العسكري هذا الحديث لأبي تميمة آخر غير الهجيمي، والله أعلم. أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي السليل، عن أبي تميم الهجيمي. وقال إسماعيل مرة: عن أبي تميم الهجيمي، عن رجل من قومه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة، فقلت: عليك السلام يا رسول الله. فقال: "إن عليك السلام تحية الميت، سلام عليكم"، مرتين أو ثلاثة، فسألته عن الإزار فقلت: أنن أتزر? فأقنع ظهره بعظم ساقه وقال: "هاهنا أتزر، فإن أبيت فهاهنا أسفل من ذلك، فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور". ب أبو ثابت بن عبد عمرو بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي. شهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو عمرو، وقال: يقولون: هو جد عدي بن ثابت، وفيه نظر. د ع أبو ثابت القرشي. جار النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه أبو راشد الحبراني. روى شرحبيل بن الحكم، عن حكيم بن عمير، عن أبي راشد قال: حدثني شيخ من قريش كان يدعى: جار الوحي، بيته عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يوحى إليه فيه، قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العتمة قال: فناداه جبريل كما حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن شئت أتيتك، وإن شئت جئتني". فقال جبريل عليه السلام: بل أتيك: فانصدع له الجدار حتى دخل، فأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق به، حتى حمله على دابة كالبغلة. قال: فمررنا على ثلاثة يذكرون الله في البيت المقدس، ثم على أربعة يذكرون الله، ثم على خمسة يذكرون الله عز وجل... وذكر الحديث. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. ب د ع أبو ثروان التميمي الراعي. رأى النبي صلى الله عليه وسلم. روى عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه، عن أبي ثروان قال: كنت أرعى لبني عمرو بن تميم في إبلهم، فهرب النبي صلى الله عليه وسلم من قريش، فجاءني فدخل في إبلي، فنفرت الإبل، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: من أنت، فقد نفرت إبلي منك? فقال: "أردت أستأنس إليك" فقلت: من أنت? قال: "ما يضرك أن لا تسألني" قلت: أراك الرجل الذي خرج نبياً? فقال: "أجل. أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله". فقلت: اخرج من إبلي فلا يبارك الله في إبل أنت فيها. فقال: "اللهم، أطل شقاءه وبقاءه". فبقي شيخاً كبيراً يتمنى الموت. فقال به القوم: ما نراك يا أبا ثروان إلا هالكاً، دعا عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كلا إني أتيته فأسلمت، فدعالي واستغفر، ولكن دعوته الأولى سبقت. أخرجه الثلاثة. أبو ثعلبة الأشجعي. له صحبة، قاله البخاري. يعد في أهل الحجاز. أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء إذناً بإسناده عن ابن أبي عاصم: أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا حماد بن سعدة، عن ابن جريح، عن أبي الزبير، عن عمر بن نبهان، عن أبي ثعلبة الأشجعي قال: قلت: يا رسول الله، مات لي ولدان في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات له ولدان في الإسلام أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهما". قال أبو عيسى الترمذي: أبو ثعلبة الأشجعي له حديث واحد، هو هذا الحديث، وليس هو بالخشنى. ب د ع أبو ثعلبة الأنصاري.له صحبة. روى حماد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن مالك بن أبي ثعلبة، عن أبيه: أن رسول الله قضى في وادي مهزور "أن الماء يحبس إلى الكعبين، ثم يرسل، لا يمنع الأعلى الأسفل". أخرجه الثلاثة. ب د ع أبو ثعلبة الثقفي، وهو ابن عم كردم: له ذكر في حديث كردم. روى جعفر بن عمرو بن أمية، عن إبراهيم بن عمر، قال: سمعت كردم بن قيس يقول: خرجت مع ابن عم لي- يقال له: أبو ثعلبة- في يوم حار، وعلي حذاء ولا حذاء عليه، فقال: أعطني نعليك. فقلت: لا، إلا أن تزوجني ابنتك. فقال: أعطني فقد زوجتكها! فلما انصرف بعث إلي بالنعلين وقال: لا زوجة لك عندنا. فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأبطله، وقال: "دعها، لا خير لك فيها". أخرجه الثلاثة. ب ع س أبو ثعلبة الخشني. اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً، فقيل: اسمه جرهم. وقيل: جرثوم بن ناشب ابن ناشم. وقيل: ابن ناشم. وقيل: عمرو بن جرثوم. وقيل اسمه لاشر بن جرهم. وقيل: الأسود بن جرهم. وقيل: ابن جرثومة. ولم يختلفوا في صحبه ولا في نسبته إلى خشين، واسمه: وائل بن النمر بن وبرة بن ثعلب بن حلوان، والنمر أخو كلب بن وبرة من بني قضاعة. غلبت عليه كنيته، وكان ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، ثم نزل الشام ومات أيام معاوية، وقيل: توفي سنة خمس وسبعين أيام عبد الملك بن مروان. قال ابن الكلبي: أبو ثعلبة لاشر بن جرهم، بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم يوم خيبر. وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فأسلموا، وأسلم أخوه عمرو بن جرهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو منصور مسلم بن علي بن محمد الشاهد، أنبأنا أبو البركات محمد بن خميس، أنبأنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن الخليل المرجي، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي، أخبرنا المقدمي، أخبرنا زهير ابن إسحاق، حدثنا داود بن أبي هند، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم حرمات فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها". أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. وقد تقدم في غير موضع. ب د ع أبو ثور الفهمي، من فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان. له صحبة، لا يعرف اسمه ولا اسم أبيه، حديثه عند أهل مصر. أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق من كتابه قال: أخبرنا ابن لهبعة ح قال أبي: وحدثنا إسحاق بن عيسى، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي ثور الفهمي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بثوب من ثياب معافر، فقال أبو سفيان: لعن الله هذا الثوب، ولعن من عمله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنهم، فإنهم مني وأنا منهم". أخرجه الثلاثة. ع س أبو جابر. الصدفي. ذكره الطبراني في الصحابة. روى الأعمش، عن قيس بن جابر الصدقي، عن أبيه، عن جده. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: "سيكون بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة. ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ثم يؤمر القحطاني، فو الذي بعثني بالحق ما هو دونه". أخرجه أبو نعيم وأبو موسى. د أبو جارية الأنصاري. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "القرآن كله صواب" روى حديثه حرب بن ثابت، عن إسحاق بن جارية، عن أبيه، عن جده. أخرجه ابن منده. ب د ع أبو جبير الحضرمي، قاله ابن منده، وأبو نعيم. وقال أبو عمر: الكندي، شامي. روى حديثه عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه: أن أبا جبير قدم على النبي- صلى الله عليه وسلم- مع ابنته التي كان تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله بوضوء فغسل يديه فأنقاهما، ثم مضمض فاه واستنشق بماء، ثم غسل وجهه ويديه إلى المرفقين ثلاثاً، ثم مسح رأسه ورجليه. وروى عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه: أنه الرجل الذي أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكندية التي استعاذت منه فدعا... وذكر الحديث. قال أبو زرعة: هذا الرجل أبو جبير الكندي. أخرجه الثلاثة. ب د ع أبو جبيرة، بزيادة هاء، هو ابن الحصين بن النعمان بن سنان بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي. مذكور في الصحابة. أخرجه أبو عمر مختصراً. ب د ع أبو جبيرة بن الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. أخو ثابت بن الضحاك. ولد بعد الهجرة. قال بعضهم: له صحبة: وقال بعضهم لا صحبة له. وهو كوفي، روى عنه قيس بن أبي حازم، والشعبي، وابنه محمد بن جبيرة. أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه وغيره بإسنادهم عن محمد بن عيسى: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، حدثنا أبو زيد صاحب الهروي، عن شعبة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: كان الرجل منا يكون له الأسمان والثلاثة، فيدعى ببعضها، فعسى أن يكره، فنزلت: س أبو جحش الليثي. أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا أبو علي المقرئ، أخبرنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا أبو محمد بن حيان، أخبرنا الوليد بن أبان، أخبرنا علي بن الحسين الهسنجاني، أخبرنا إسحاق الفروي أخبرنا عبد الملك بن قدامة، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر: إن عمر جاء والصلاة قائمة، ونفر ثلاثة جلوس، أحدهم أبو جحش الليثي، فقال: قوموا فصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام اثنان وأبى أبو جحش أن يقوم معه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: "اجلس أخبرك بغنى الرب- تبارك وتعالى- عن صلاة أبي جحش، إن لله عز وجل ملائكة في سمائه خشوعاً، لا يرفعون رؤوسهم حتى تقوم الساعة. أخرجه أبو موسى وقال: أورده أبو نعيم وأبو زكريا. ولك أجده فيما عندنا من كتاب أبي نعيم في معرفة الصحابة، والله أعلم. ب ع س أبو جحيفة وهب بن عب الله. ويقال: وهب بن وهب. وهو وهب الخير السوائي. وهو من ولد حرثان بن سواءة بن عامر بن صعصعة، قاله أبو عمر. وقد ذكرنا نسبه في وهب إلى "حبيب بن سواءة". تزل أبو جحيفة السوائي الكوفة، وكان من صغار الصحابة، ذكروا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- توفي وأبو جحيفة لم يبلغ الحُلم، ولكنه سمع من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وروى عنه. وجعله علي بن أبي طالب على بيت المال بالكوفة، وشهد معه مشاهده كلها، وكان يحبه ويثق إليه، ويسميه وهب الخير، ووهب الله أيضاً.
أخبرنا أبو الفرج بن محمود، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد قراءة عليه، وأنا حاضر أسمع، أنبأنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر الموصلي، حدثنا محمد بن أحمد بن المثنى، حدثنا جعفر بن عون، أخبرنا أبو عميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: نزل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالأبطح، فجاء بلال فآذنه بالصلاة، قال: فتوضأ وجعل الناس يأتون، فصلى ركعتين والظعن يمررن بين يديه، والمرأة والحمار. وروى عنه ابنه عون أنه أكل ثريدة بلحم، وأتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يتجشأ فقال: "اكفف عليك جشاءك أبا جحيفة، فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا أكثرهم جوعاً يوم القيامة". قال: فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا، كان إذا تعشى لا يتغدى، وإذا تغدى لا يتعشى. وتوفي في إمارة بشر بن مروان بالبصرة سنة اثنتين وسبعين. أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. س أبو الجدعاء. أورده أبو بكر بن أبي علي. روى خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي الجدعاء: أنه حدث قوماً أنا رابعهم قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من تميم". قلنا: سواك يا رسول الله? قال: "سواي". أخرجه أبو موسى وقال: هكذا أورده، وإنما المشهور عبد الله بن أبي الجدعاء. س أبو الجراح الأشجعي. وقيل: الجراح، من بني أشجع بن ريث بن غطفان. قاله خليفة، أورده في الجيم من الأسماء وأخرجه أبو موسى في الكنى مختصراً. س أبو جرول الجشمي، اسمه زهير بن صرد. أورده في الزاي، وأخرجه أو موسى مختصراً. ب ع س أبو جري الهجيمي، وهو منسوب إلى الهجيم بن عمرو بن تميم. اختلف في اسمه فقيل: جابر بن سليم، وقيل: سليم بن جابر. عداده في أهل البصرة. روى سلام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة، عن أبي جُري الهجيمي قال: قال رجل: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئاُ عسى الله أن ينفعنا به. فقال: "لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء صاحبك- أو أخيك- وأن تلقى أخاك بوجه ناضر، ولا تسبل، فإن الإسبال من التخايل، وإذا سبك أخوك بما يعلم فيك، فلا تسبه بما تعلم فيه". أخبرنا عبد الوهاب بن علي بإسناده عن سليمان بن الأشعث: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا أبو خالد الأحمر، عن أبي غفار، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام يا رسول الله? فقال: "لا تقل "عليك السلام"، فإن "عليك السلام" تحية الموتى". وقد ذكرناه في الجيم- أخرجه أبو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى. د ع أبو جرير. روى عنه أبو وائل، وأبو ليلى. روى عثمان بن المغيرة الثقفي، عن أبي ليلى الكندي قال: سمعت رب هذه الدار: جريراً، أو أبا جرير. قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب بمنى، فوضعت يدي على رحاه، فإذا مسك ضائنه. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: ذكر في الصحابة ولا يثبت. س أبو جسرة أورده أبو بكر بن أبي علي. أنبأنا يحيى بن أبي الرجاء إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا بن عيسى الزجاج، أخبرنا يحيى بن راشد صاحب السابري، أخبرنا محمد بن حمران، أخبرنا داود بن مساور، أخبرنا معقل بن همام- عن أبي جسرة- إنه قال: وفدنا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فنهانا عن الدباء والنقير والختم. جعله ابن أبي عاصم من عبد القيس. أخرجه أبو موسى. ب ع س أبو الجعد أفلح أخو أبي القعيس، عم عائشة زوج النبي- صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة أمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة أن تأذن لأبي الجهد يدخل إليها. أخبرنا يعيش بن علي بن صدقة بإسناده عن أبي عبد الرحمن النسائي: أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريح، أخبرني عطاء، عن عروة، عن عائشة قالت: جاء عمي أبو الجعد من الرضاعة- فرددته وقال هشام: هو أبو القعيس- فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ائذني له". أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
ب د ع أبو الجعد بن جناده بن ضمرة الضمري، من بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة ابن كنانة الكناني الضمري. قيل اسمه الأدرع. وقيل: جنادة. وقيل: عمرو بن بكر، قاله أبو عمر. له صحبة، وله دار في بني ضمرة بالمدينة. روى عنه عبيدة بن سفيان الحضرمي. أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا علي بن خشرم، أخبرنا عيسى بن يونس، عن محمد بن عمرو، عن عبيدة بن سفيان، عن أبي الجعد- يعني- الضمري، وكانت له صحبة، فيما زعم محمد بن عمرو- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاوناً بها، طبع الله على قلبه". أخرجه الثلاثة، وقال البخاري: لا أعرف اسمه، ولا أعرف له إلا هذا الحديث. ب ع س أبو الجعد الغطفاني الأشجعي، من أشجع بن ريث بن غطفان. وهو والد سالم بن أبي الجعد، اسمه رافع مولى لأشجع، كوفي. يقال: إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره البغوي، قاله أبو عمر.عظم روايته عن علي وابن مسعود، روى عنه ابنه سالم أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والذنب لا يفنى". أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. د ع أبو الجعيجعة صاحب الرقيق. حديثه عند الحسن. روى عبد الله بن عون، عن الحسن أن رجلاً كان على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يبيع الرقيق، يقال له: أبو الجعيجعة... وذكر الحديث. أخرجه أبو منده، وأبو نعيم مختصراً. أبو جمعة الأنصاري. وقيل: السباعي. فرق بينهما بعضهم، وهما واحد، قاله أبو موسى. وقال أبو عمر: هو أنصاري، وقيل: كناني، اختلف في اسمه، فقيل: حبيب بن سباع. وقيل جنيد بن سباع. وقيل: حبيب بن وهب. يعد في الشاميين، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عام الأحزاب، ومن حديثه ما أخبرنا به أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن الفقيه بإسناده عن أبي يعلى: حدثنا عبد الغفار بن عبد الله، أخبرنا عبد الله بن عطارد البصري، عن الأوزاعي، أخبرنا أسيد بن عبد الرحمن، عن صالح بن محمد، عن أبي جمعة قال: تغديت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو عبيدة بن الجراح، فقال له أبو عبيدة: يا رسول الله، هل أحد خير منا، أسلمنا معك، وجاهدنا معك? قال: "نعم، قوم يجيئون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني". قال: وحدثنا أبو يعلى، أخبرنا محمد بن عياد، أخبرنا أبو سعيد- مولى بني هاشم- عن أبي خلف، عن عبد الله بن عوف قال: سمعت أبا جمعة جنبذ بن سبع يقول: قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول النهار كافراً، وقاتلت معه آخر النهار مسلماً، وكنا ثلاثة رجال وسبع نسوة، وفينا أنزلت: "ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات" الفتح: 25 الآية. أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. ب أبو الجمل. قال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الجمل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه: هلال بن الحارث، وكان يكون بحمص. قال يحيى: وقد رأيت بها غلاماً من ولده. أخرجه أبو عمر كذا مختصراً. قلت: وهم أبو عمر في هذه الكنية، إنما هو "أبو الحمراء"، بالحاء والراء، لا بالجيم واللام، لا خلاف فيه بين العلماء. والذي رواه عباس، عن ابن معين: إنما هو الحمراء. والذي قاله أبو عمر في "أبي الجمل" هو الذي قاله عباس، عن ابن معين، وكذلك نقله الدولابي وابن الأعرابي ورواه محمد بن مخلد العطار، وغيره، عن عباس الدوري. ولعل النسخة التي نقل منها أبو عمر كان الناسخ قد غلط فيها، ولم يمهن أبو عمر النظر، وإلا فمثل أبي عمر في حفظه وإتقانه لا يخفى عليه هذا! وذكره البخاري فقال: "أبو الحمراء"، والله أعلم، وقد ذكره أبو عمر أيضاً في "أبي الحمراء" على الصواب. ب أبو جميلة سنين السلمي، من أنفسهم. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج معه عام الفتح، يعد في أهل الحجاز. أخبرنا محمد بن سرايا وأبو الفرج الواسطي وغيرهما بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن موسى، أنبأنا هشام، حدثنا معمر، عن الزهري، عن سنين أبي جميلة- ونحن مع ابن المسيب- قال: وزعم أبو جميلة أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج معه عام الفتح. أخرجه أبو عمر. د ع أبو جندب العتقي. له صحبة، شهد فتح مصر، وليس له حديث. قاله أبو سعيد بن يونس أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. ع س أبو جندب الفزاري. ذكره مطين في الصحابة. أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا النضر- هو ابن منصور- أخبرنا سهل الفزاري، عن جندب الفزاري، عن أبيه قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا لقي أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم عليهم. أخرجه أبو نعيم وأبو موسى. ب د ع أبو جندل بن سهيل بن عمرو العامري. تقدم نسبه في ترجمة أبيه، وهو من بني عامر بن لؤي. قال الزبير: اسم أبي جندل بن سهيل: العاصي. أسلم بمكة فسجنه أبوه وقيده، فلما كان يوم الحديبية هرب أبو جندل إلى النبي صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن محمد بن إسحاق، حدثني الزهري، عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة في صلح الحديبية قال: فإن الصحيفة- يعني صحيفة الصلح- لتكتب، إذ طلع أبو جندل بن سهيل يرسف في الحديد، وكان أبوه حسبه، فأفلت. فلما رآه أبوه سهيل قام إليه فضرب وجهه، وأخذ بتلبيبه يتله، وقال يا محمد، قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا! قال: صدقت. فصاح أبو جندل بأعلى صوته: يا معشر المسلمين، أرد إلى المشركين يفتنوني في ديني?! وقد كانوا خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكون في الفتح، فلما صنع أبو جندل ما صنع، وقد كان دخل- لما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل على نفسه في الصلح ورجعته- أمر عظيم، فلما صنع أبو جندل ما صنع، زاد الناس شراً على ما بهم، فقال رسول الله لأبي جندل: "أبا جندل، اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً. وإنا صالحنا القوم، وإنا لا نغدر". فقام عمر بن الخطاب يمشي إلى جنب أبي جندل وأبوه يتله، وهو يقول: أبا جندل، اصبر فإنما هم المشركون، وإنما دم أحدهم دم كلب. وجعل عمر يدني منه قائم السيف، فقال عمر: رجوت أن يأخذه فيضرب به أباه، فضن بأبيه. وقد ذكرنا في ترجمة أبي بصير حال أبي جندل، فإن جندل لما أخذه أبوه هرب ثانية من أبيه، ولحق بأبي بصير. قال أبو عمر: وقد غلطت طائفة ألفت في الصحابة في أبي جندل، أن اسمه عبد الله، وأنه الذي أتى مع أبيه سهيل إلى بدر، فانحاز من المشركين إلى المسلمين، وشهد بدراً مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهذا غلط فاحش، وعبد الله ليس بأبي جندل، ولكنه أخوه، واستشهد عبد الله باليمامة مع خالد في خلافة أبي بكر الصديق، وأبو جندل لم يشهد بدراً ولا شيئاً من المشاهد قبل الفتح، لأن أباه كان قد منعه، كما ذكرناه، قال موسى بن عقبة: لم يزل أبو جندل بن سهيل وأبوه مجاهدين بالشام حتى ماتا، يعني في خلافة عمر. وذكر عبد الرزاق، عن ابن جريح قال: أخبرت أن أبا عبيدة بالشام وجد أبا جندل بن سهيل، وضرار بن الخطاب، وأبا الأزور، وهم من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- قد شربوا الخمر، فقال أبو جندل: "ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طمعوا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات" المائدة 93 الآيات كلها، فكتب أبو عبيدة إلى عمر:إن أبا جندل خصمني بهذه الآية. فكتب إليه عمر: الذي زين لأبي جندل الخطيئة زين له الخصومة، فاحددهم. فقال أبو الأزور: اتحدوننا? قال أبو عبيدة: نعم. قال أبو الأزور: فدعونا نلقى العدو غداً، فإن قتلنا فذاك، وإن رجعنا إليكم فحدونا. فلقي أبو الأزور، وضرار، وأبو جندل العدو فاستشهد أبو الأزور، وحد الآخران. د ع أبو جنيدة بن جندع، وهو من بني عمرو بن مازن المازني، قدم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم حنين. روى الزهري، عن أبي سعيد بن خباب، عن أبي عنفوان البارقي، عن أبي جنيدة بن جندع من بني عمرو بن مازن قال: قدمت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم حنين- غزوة هوازن- وقد انكشف أصحابه، ولهم ضجة كاضطراب اللجة، فقلت: أي قوم، ما أنتم? قالوا: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم... وذكر الحديث بطوله. أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراُ. ع س أبو جنيده الفهري. أورده الطبراني في الصحابة. أخبرنا أبو موسى، أنبأنا أبو غالب الكوشيدي، أنبأنا أبو بكر بن ريذة ح قال أبو موسى: وأنبأنا أبو علي، أنبأنا أبو نعيم قالا: حدثنا سليمان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا علي بن عياش، أنبأنا أبو غسان محمد بن مطرف، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن ابن أبي جنيده الفهري، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سقى عطشان فأرواه فتح الله له باباً من الجنة، فقيل له: ادخل منه. ومن أطعم جائعاُ فأشبعه وسقى عطشان فأرواه، فتحت له أبواب الجنة كلها، وقيل له ادخل من أيها شئت". أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى. س أبو الجودان. أخرجه أبو موسى وقال: أورده أبو زكريا في الصحابة، ولم يزد عليه د ع أبو جهاد. له صحبه، وهو من الأنصار، ثم من بني سلمة. روى ابن وهب، عن سعيد بن عبد الرحمن قال: حدثني رجل من الأنصار من بني سلمة، عن أبيه، عن جده أبي جهاد. وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- فقال لأبيه: أبشر يا أبتاه، فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته، فوالله لو رأيته لفعلت وفعلت. فقال: يا بني اتق الله وسدد، فو الله لقد رأيتنا نعه ليلة الخندق وهو يقول: "من يذهب إلى القوم يأتيني بخبرهم، جعله الله رفيقي في الجنة". فما قام أحد. ثم قالها الثانية فما قام أحد، ثم قالها الثالثة فما قام أحد، مما بنا من الجوع و القر، حتى نادى حذيفة باسمه فقال: يا رسول الله، والذي نفسي بيده ما منعني أن أقوم إلا خشية أن لا آتيك بخبرهم فقال: "اذهب" ودعا له رسول الله بخير. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.. ب د ع أبو جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي. قيل: اسمه عامر. وقيل: عبيد بن حذيفة وأمه يسيرة بنت عبد الله بن أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب. أسلم عام الفتح، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان معظماً في قريش مقدماً فيهم. وكان فيه وفي بني شدة وعرامة. قال الزبير: كان أبو جهم بن حذيفة من مشيخة قريش، عالماً بالنسب، وكان من المعمرين من قريش، شهد بنيان الكعبة مرتين، مرة في الجاهلية حين بنتها قريش، ومرة حين بناها ابن الزبير. وقيل: توفي أيام معاوية، وهو أحد الذين دفنوا عثمان رضي الله عنه وهم: حكيم بن حزام، وجبير بن مطعم، ونيار بن مكرم، وأبو جهم بن حذيفة. وهذا أبو جهم هو الذي كان أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة لها علم، فشغلته في الصلاة. أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر، أنبأنا أبو محمد القارئ أنبأنا الحسن بن شاذان، أنبأنا عثمان بن عمر، حدثني يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "انطلقوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة، وأتوني بالأنبجانية، فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي". وقد اختلفوا في هذه الخميصة، فمنهم من قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بخمصتين سوداوين، فلبس إحداهما وبعث بالأخرى إلى أبي جهم، فلما ألهته في الصلاة بعثها إلى أبي جهم، وطلب التي كانت عند أبي جهم، بعد أن لبسها لبسات. روى ذلك سعيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد بن زياد بن الخطاب، عن أبيه عن جده. وقال مالك ما أخبرنا به أبو الحرم مكي بن ربان بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن علقمة بن أبي علقمة: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أهدى أبو جهم بن حذيفة لرسول الله خميصة شامية لها علم، فشهد فيها الصلاة، فلما انصرف قال: "ردي هذه الخميصة إلى أبي جهم". س أبو جهمة بن عبد الله بن جهمة. روى سفيان، عن منصور، عن فضيل الفقيمي، عن أبي العالية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مجلسه بآخرة: "سبحانك اللهم، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك". ورواه الربيع بن أنس، عن أبي العاليه، عن أبي بن كعب. ورواه جرير، عن فضيل ابن عمرو، عن زياد بن حصين، عن معاوية. أخرجه أبو موسى. ب د ع أبو الجهم، وقيل: أبو الجهم بن الحارث بن الصمة الأنصاري. كان أبوه من كبار الصحابة، وقد نسب في ترجمته. وهو أنصاري من بني مالك بن النجار. روى عن أبي جهيم هذا عمير- مولى ابن عباس- في التيمم في الحضر على الجدار. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن فناخسرو، وأبو بكر مسمار وغير واحد بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل، أنبأنا يحيى بن بكير، أنبأنا الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عمير- مولى ابن عباس- قال: أقبلت أنا وعبد الله بن يسار- مولى ميمونة- حتى دخلنا على أبي جهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري- فقال لنا: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل، فلقيه رجل فسلم عليه، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه، ثم رد عليه السلام. قاله أبو عمر وقال: لا أعلم روى عنه غير عمير مولى ابن عباس. وقال ابن منده وأبو نعيم: أبو الجهم، وقيل: أبو جهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري. روى عنه عمير وبسر بن سعيد الحضرمي، قال مسلم: اسمه عبد الله بن جهيم. ورويا له ما أخبرنا به يحيى بن محمود وأبو ياسر بإسنادهما عن مسلم بن الحجاج قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، عن أبن النضر، عن بسر بن سعيد: أن زيد بن خالد الجهني أرسله إلى أبي جهيم يسأله: ماذا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه". قال أبو النصر: لا أدري أربعين يوماً، أو شهراً أو سنة. ورويا له حديث التميم.أخرجه الثلاثة، والكلام عليه يرد في الترجمة التي بعدها، إن شاء الله تعالى.
|